المتقاعد على باب الحكومة
عبد الكريم احمد الزيدي
حينما تتوقف الحكومة في بداية كل شهر عن صرف الرواتب المستحقة للمتقاعدين الذين هم في أمس الحاجة لمن يرفع عنهم كاهل المرض والعمر والمعيشة والمسؤولية التي كان يظن بها المتقاعد أنها ستنتهي بعد أن يكمل خدمته الوظيفية ويلتفت إلى نفسه ليعوض براتبه المستحق كل تلك السنين التي أخذت منه كل مأخذ ولم تتركه إلا وهو على عكاز زمن لابحترم السن ولا الخدمة النزيهة ولا حب الأرض والعرض والوطن ..
نعم فالحكومة مسؤولة عن صرف كل رواتب العاملين فيها وفي ذات الوقت والتأريخ من كل شهر دون تأخير أو اسفاف أو معاذير ، نتكلم عن رواتب الرئاسات والنواب والمسؤولين وموظفي الدرجات الخاصة الذين ينهكون خزينة الدولة برواتب ما أنزل الله بها من سلطان ، والله غريب هذا الأمر وليتنا نجد له تفسيرا مقنعا يخفف علينا من وطأة الظلم الذي نعيشه ونحن المتقاعدون لا نعرف مبررا واحدا يسكت لنا شهقة الألم الذي نحسه بعد أن ندرك بأن الدولة قد استنزفت خزين اموالها في صرف رواتب كل عامليها من موظفين ورعاية وجيش وهيئات مستقلة ودوائر خاصة ولكنها نست أو تناست ان فيها من خدم دوائر مؤسساتها وأفنى ريعان شبابه وهو يقدم الأحسن ليرضي الله أولا ومن ثم الناس ومن هو مسؤول عن خدمتهم وهم أيضا من رعاياها الذين يستحقون اهتمامات خاصا ورعاية تتناسب على الأقل ووضعهم المعيشي ..
لا نريد أن يستمر هذا التعامل مع المتقاعد في كل شهر ويبقى داعيأ إلى الله من يلتفت له من الحكومة ليمن عليه بصرف مستحقات راتبه دون زيادة أو تخصيص ولا يضطر إلى رفع يديه شاكيا لله سوء حاله وناظرا بعين الذل والمظلمة لكل من كان سببا في هذا الموقف المعيب