الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القدسي تطلق اليوم معرضها حوار مع حواء

بواسطة azzaman

القدسي تطلق اليوم معرضها حوار مع حواء

فنانة تعتمد التجريد بذكاء يتيح للمتذوّق ملء الفراغات داخل مخيّلته

 

بغداد - ندى شوكت

يضيف كاليري الاورفلي في العاصمة الاردنية  عمان مساء اليوم افتتاح معرض التشكيلية الرائدة المقيمة في مونتريال راجحة القدسي  والذي يستمر حتى 15 ايلول الجاري تحت عنوان (حوار مع حواء).

والقدسي التي استطاعت ان تضع لها بصمة في الواقع التشكيلي العراقي سواء قبل مغادرتها العراق اوفي غربتها، هي من مواليد بغداد وخريجة اكاديمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد فرع الرسم سنة 1972. كانت استاذة جامعية في تدريس الرسم والتصميم في معهد الفنون الجميلة لعقدين وهي عضوة في جمعية التشكيلين العراقيين، ورابطة التشكيلين الاردنيين والتشكيلين العراقيين في لندن والجمعية الدولية للفنون التابعة لمنظمة اليونسكو في باريس. كما نالت القدسي عن حصيلة سيرتها الفنية عدد من الجوائز المحلية والاقليمية، ولاعمالها بصمة الان في معارض بعض دول العالم.كرمتها العام الماضي القنصلية العراقية في مونتريال بكندا بمناسبة يوم المرأة العالمي اذار 2024، وفي 17 حزيران الماضي استقبلها القائم بالاعمال المؤقت للقنصلية العامة لجمهورية العراق لدى مونتريال صادق علي الياسري وفقا لبيان تابعته (الزمان) حيث أهدت البعثة خلال زيارتها لوحة تشكيلية عبرت فيها عن شغفها بالحياة الاجتماعية التي تميزت بها من خلال رسم المرأة والتي غالباً ما تظهر في لوحاتها وكذلك رسم الحمام والطبيعة العراقية. وثمنت البعثة هذه المبادرة ممثلةً بتقديم رئيس بعثة العراق لها رسالة عرفان بهذا الابداع المتقن، أعرب فيها عن فخره بأعمالها التي تجسد الروح العراقية والامتنان لما انتجته مسيرتها الفنية وهي نتاج تراكمي زاخر بمن تتلمذت القدسي على ايديهم من رواد الرسم والفن التشكيلي العراقي. وكتبت الناقدة والاكاديمية مروة العميدي نقدا تحليلا لاعمال القدسي وللوحة (إستراحة مع الطيور) والذي نشرته القدسي في صفحتها في (فيسبوك) قالت فيه (نقلت الفنانة راجحة القدسي في تجربتها الفنية هذه لحظة هادئة من التأمل الأنثوي في مشهد جوفي ينضح وجدانية، فمن ناحية التكوين الفني نرى في اللوحة امرأة تجلس بكامل أناقتها وهدوئها حاملة فنجانًا أو كأسًا، فيما تطوقها الطيور من حولها في حالة انسجام رمزي يكشف عن صداقة خفية تجمع بين  مكونين هما الإنسان والطبيعة، وهذا ما أشار إليه رائد الرومنسية الألمانية كاسبار ديفيد فريدريش عن الإنسان والطبيعة: (الفنان لا ينبغي أن يرسم ما يراه أمامه، بل ما يراه داخل نفسه حين يتأمل الطبيعة).

خطوط تعبيرية

إستخدمت الفنانة خطوط تعبيرية مفتوحة وواضحة بإنسياب لوني لا محدود وهما ما يمنحان العمل طابعًا جميلًا يبتعد عن الواقع، وكأن الحدود بين المرأة والمكان والروح في حالة من التلاشي، ووظفت الفنانة الألوان الدافئة والباردة بمزيج أنيق تعرفه الأصابع المشبعة بالفن والألوان، تدرج هذا المزيج ما بين (البرتقالي، الوردي، البني والأخضر) في جسد الشخصية، وخلفية رمادية يكسوها بعض البياض وهي ما تضع المرأة مركزًا للشعور، ومصدرًا للنبض الجمالي، وفي هذا الخصوص يقول  فان جوخ: (الألوان ليست فقط للعين بل للروح إن لم يشعر المتلقي بالدفء من اللون فلا ضوء فيه). مضيفة (ومن ناحية أخرى حيث البعد الجمالي تبرز إمكانية الفنانة راجحة القدسي في بناء مشهد يقوم على أساس التعبير الجوفي الداخلي لا التشخيص الواقعي، فملامح الوجه تبدو غير مكتملة على وجه التمام، وهذا التجريد الذي إعتمدته بذكاء يتيح للمتذوق فرصة ملء الفراغات داخل مخيلته وهو ما يضيف إلى اللوحة قيمة جمالية في تلك المساحة المتروكة عمدًا للقارئ البصري.وبرعت الفنانة في إستخدام الضربات الحرة المرتبكة للفرشاة تعبيرًا عن مزاجها المشحون وربما تشير إلى إستراحة ذهنية من صخب الواقع، إذ إستخدمت الطيور كرموز للتكوين والتوازن تعبر عن لحظات حرية مفقودة أو رسل سلام بيضاء أو رسائل لاتصل ويقول ليوناردو دافنشي: إن جمع عناصر الطبيعة مع هيئة الإنسان في لحظة تأمل ليس عملاً فنيًا وحسب، بل هو محاكاة لفعل الخلق نفسه».أما من الناحية الفلسفية أستعارت الفنانة عنوان (إستراحة مع الطيور) وهي رمزية صامتة لتكشف الغطاء برفق عن رؤية وجودية خفية، فالاستراحة هنا تأملية تتجاوز مسألة الجسد تمثل إنسحاب تكتيكي من نمطية الحياة ورتابتها إلى فضاء زمني يتعالى على الرتابة والروتين والضغط، مؤكدة قول بول غوغان عن تجاوز الواقعية والنمطية والرتابة: (الفن ليس تقليدًا للطبيعة، بل تعبير عن رؤى الفنان).

يشار الى ان لوحات القدسي يطغي عليها اللونين الابيض والفيروزي وهي واقعية من حيث المضمون ومعاصرة من حيث التنفيذ والشكل كما الوجوه والطيور والبيئة البغدادية لديها متساوية من حيث القيم الجمالية وتحمل لوحاتها وجوها نسائية رقيقه تظهر فيها شاعرية اللمسة وبساطة التكوين في مايشبه القصائد الشعرية ، وبهذا الصدد تقول القدسي في تصريح ( لقد برزت بمراحل كثيرة قضيت القسم الاكبر منها في رسم البيوت والاحياء البغدادية بنوافذها وشناشيلها ، وانا اميل بلوحاتي الى الحركة وشفافية الالوان التي تعطي تكوينها البسيط نوعا من الشاعرية والنغم الجميل، ولانني احب السلام واكره العنف ولون الدم تقصدت بتكرار الوجوه والنساء والمراة لانها كائن بشري جميل، وتقول ايضا المتتبع لاعمالي يجد ان ارسم دائما عن بغداد لانني ولدت فيها وقضيت اجمل ايام حياتي فيها).

 

القدسي في سطور

تخرجت من كلية الفنون الجميلة. بغداد 1972.-درست في معهد الفنون الجميلة منذ عام 1980-عضوة في جمعية التشكيليين العراقيين.عضوة في نقابة الفنانين العراقيين.عملت في وزارة الثقافة والاعلام في تصميم اغلفة الكتب والملصقات. درست تحت اشراف الفنان فايق حسن.شاركت في العديد من المعارض العراقية منذ عام 1973 داخل البلد وخارجه. درست التصميم باشراف الاكاديمي عزام البزاز 1973، مصممة في قسم التصميم– وزارة الثقافة والاعلام 1974-1980، لها معارض شخصية ومشتركة عديدة، وحازت على العديد من الجوائز العالمية والمحلية.


مشاهدات 296
أضيف 2025/08/31 - 2:30 PM
آخر تحديث 2025/09/18 - 7:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 656 الشهر 12968 الكلي 12030841
الوقت الآن
الخميس 2025/9/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير