قوة المعنى ليست في الحروف وحدها
ثامر محمود مراد
ليست اللغة مجرد ترتيبٍ من الكلمات التي تخرج من الفم أو تُسطَّر على الورق، بل هي مزيج معقّد من الصوت والحركة والشعور. قد تنطق العبارة نفسها لشخصين مختلفين، فتجد أن وقعها يختلف تمامًا؛ لأن ما يرافقها من نبرة وصوت وانفعال يبدل معناها من الجذور.
إن النبرة الصادقة قادرة على أن تمنح الجملة البسيطة حياةً جديدة، فتجعلها تصل إلى القلب قبل أن تصل إلى الأذن. وحين تتناغم هذه النبرة مع تصرفات واقعية تؤكدها، يتحول الكلام إلى فعل، ويتحول الفعل إلى أثر باقٍ في النفوس
أما الشعور الصافي الذي يرافق الكلمات فهو بمثابة الروح التي تسكنها. فقد يلمس الإحساس العميق أو العاطفة النبيلة أو الحنان المخلص أو حتى الألم الصادق أوتار القلب الخفية، فتحدث في داخله صدى لا يزول بسرعة.
لذلك، فإن جوهر التواصل الإنساني لا يقاس بما يُقال فحسب، بل بكيفية قوله، وبما يرافقه من أفعال تؤكد صدقه، وبالإحساس الذي يُضفي عليه معناه الحقيقي. فالكلمة قد تكون مفتاحًا، لكن القلب والنبرة والتصرفات هي التي تفتح الأبواب المغلقة.