حادث طبيعي جداً

فاتح عبدالسلام

أيهما أخطر على السلم الاجتماعي ومسار حركة الدولة العراقية، مقتل ثلاثة أو أربعة في اشتباكات بين فصيل مسلح والقوات الأمنية أم اقتحام عناصر ذلك الفصيل دائرة حكومية ورفض تعيين مدير جديد لها؟

يبدو انَّ الحالين نتيجة لسبب واحد وهو وجود سلاح خارج إرادة الدولة ومسؤوليتها ضمن التشكيلات والأجهزة الخاضعة للمحاسبة الدستورية، بغض النظر عن انتماء فصيل لمؤسسة الحشد الشعبي أو كونه خارجها.

 ماذا يمكن ان يحدث من تطورات في حال إقرار قانون الحشد المختلف عليه دوليا وامريكيا، وماذا يمكن أن يصبح عليه واقع الدولة العراقية اذا استوجبت الاعتراضات المسلحة ذات يوم اقتحام دائرة أكبر من دائرة الزراعة واجهاض قراراتها بالقوة عندما لا تكون منسجمة مع مصالح معينة؟

 هذه الأسئلة ليست مشروعة فقط، وانّما هي أسئلة وجودية مرتبطة بوجود دولة من عدم ذلك الوجود.

 لا توجد مؤشرات جديّة أو ضمانات لعدم تكرار هذه الحوادث، كما لا توجد تأكيدات من اية جهة على عدم توسع الشرارة في المرات المقبلة إذا كانت المصالح أكبر والاهداف أوسع والمواجع أبلغ لأي طرف.

 في تقديري، إنّه ليس هناك شيء غريب، وانّه وضع طبيعي لتسلسل مسار الاحداث والمواقف، وانّ الآتي لن يكون تحت السيطرة، لاسيما إذا كانت المصالح والشخصيات من نوع آخر أو انّ البقعة الجغرافية للحدث مختلفة.

 أجل انّه حادث طبيعي جداً، بل انّ من غير الطبيعي والغريب ألا تقع مثل هذه الاشتباكات والاحداث الدامية.

 ثمة مسار متسلسل وأسباب ونتائج لابد من توقعها، أو انها ستفرض واقعاً مختلفاً في أي منعطف جديد من الحياة السياسية للبلاد.

 عليهم ألا يدينوا أحداً، وإذا أصروا على ضرورة الإدانة، فليتركوها للشعب الذي لن يستثني طرفاً من شموله بالإدانة.

fatihabdusalam@hotmail.com