(امي كربلاء) شاعرا واسع الخيال
كاظـم بهَــيّــة
مدينة كربلاء من المدن الحافلة بالنشاط الادبي وعلى الرغم من الطابع الشعائري والديني الذي كان زاخرا في ادبها، فأنها تزخر بعدد من رجال الادب الشعبي واعلامه كالذين كان لهم شأن كبير في احياء الحركة الثقافية الشعرية في مدينتهم وعلى عموم البلد العزيز عامة ، متمثلة بالشعراء حسين الكربلائي والشيخ ابو محفوظ وحسين العلوي وكاظم المنظور وعبد الكريم مريميطة ومن ثم شاعرنا الذي بين يدك حديثه هو الشاعر كاظم السلامي ولد من رحم هذه المدينة عام 1904 ،ونشأ وترعرع فيها وتعلم من محيطها معالم اكثر ،يقول عنه الاستاذ سلمان هادي ال طعمة :" كان حاد الذكاء متوقد الذهن سريع الفطنة ، كل هذا جعله يقول الشعر في سن مبكر، كان يمتلك الاحاسيس المرهفة والقريحة المتوقدة رغم انه لايقرأ ولا يكتب حتى وفاته ".
هذا وقد لقد لقب ب( امي كربلاء ) كان شعره قويا رصينا واسع الخيال ، مسبوك العبارات رصين التعبير ، كان يحفظ اغلب تاريخ الشعر الشعبي العراقي ، اذيعت له عشرات القصائد والموالات والابوذيات من برنامج ركن الشعر الشعبي الذي كان يعده الشاعر (ابو ضاري ) .
ترك لنا السلامي ديوانيين الاول (السلاميات الحسينية ) صدر بثلاثة اجزاء في فترة السبعينات والثاني ديوان ( الرياض الشعبية ) بجزئيين مخطوط تحت اليد . هذا وقد جمع ورتب وحقق اشعار الديوانيين في حينه الشاعر الراحل احمد صالح الطعان .
كتب الشعر في كافة الاوزان الشعرية في الادب الشعبي ..الطويل والشيعتي والميمر والمربع بنواعه والدارمي والمذيل والزهيري الذي كتب به الكثير واجاد فيه بكل الاغراض كما جاء في هذا البيت :
ياصاح ليش اليودك ماتود انت اله
ابحبك تصوب دليلي واسمعت وانت اله
ولهواك ياريت ياهافي البخت وانت اله
بحسنك ترقيت حتى ماكمت سلمت
والصوج مني عن امرى الك سلمت
ظنيت توفي ولغيرك ما لديه سلمت
ولكتاب عذرك تبين وانكشف وانتله
طرق الشاعرالسلامي ، باب الابوذية واجاد فيها ايما اجادة بنوعيها "المولودة " قال مجاريا بعض ابيات من الشعر العربي الفصيح ، رغم اميته :
( اذا كان رب البيت بالدف ناقرا
فشيمة اهل البيت كلهم الرقص )
فجاراه قائلا :
طريح بشوك محبوبي ولاعه
وكلبي بنار هجرانك ولاعه
رب البيت اذا بالدف ولاعه
اهل الدار تركص كل سوية
اما كتاباته في الابوذية المطلقة فلا تحصى تناقلها الناس وصارت على كل لسان واصبحت مضرب الامثال :
كاس من الشريب جفاك صكيت
وعلى اعيوني بديه اثنين صكيت
ابوجهي من جهبت الدار صكيت
كره لوخفت من اهلك عليه
تلاحظ قصائده الوجدانية بانها تمتاز بشفافية خاصة، يعلن توبته لما عاناه من عذاب الحبيب كما جسده في فلسفته الخاصة :
احلف ما اخاوي واعلن التوبه
وارد ارجع واكولن فرد هالنوبه
***
ربعت الارض شرق وغرب مامش
ادور عالوفي الحط بالكلب هامش
ساف الجفن مني من كثر مامش
بديه ودمعتي عالوجن مسجوبه
***
مسجوبه دمعتي وبدليلي النار
مشعوله وسناها يذب طير الطار
مل من كثر نوحي وعاف داره الجار
ابليل اظلم شرد هج ابطرك ثوبه
هذا وتمتاز قصائد الراحل السلامي بالرقة ودقة التصوير ، مما تدل على ثقافته الواسعة ، رغم انه لا يقرأ ولايكتب .